المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قصة من السيرة الذاتية

مهنة المتاعب

  مهنة المتاعب كنت الى عهد قريب أعتقد أن الصحافة هي مهنة المتاعب الوحيدة ..لكن وبحكم قربي الشديد من أصدقاء لي في مهنة التمريض و بحكم ترددي على المستشفيات لدواعي شخصية استطعت تكوين فكرة تصب في هذا الاتجاه...المحاكم ومخافر الشرطة تعج بدعاوى تقدمت بها ممرضات  ضد مواطنين  اعتدوا عليهن أثناء مزاولة عملهن أو خارج مؤسساتهن ..الانتهاكات كانت في الغالب الأعم تحدث في قسمي المستعجلات وقسم الولادة .. كما هو معلوم أقسام المستعجلات تعج بحالات لا تعد ولا تحصى من المرضى والجرحى, بينما النقص مهول في عدد  الممرضين يؤكد هذا  إحصاءات وزارة الصحة  التي تقدر الخصاص بـ 12.000 ممرض، كما يظهر النقص أيضاً في التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية التي خلصت إلى أن  المغرب لا يتوفر إلا على تسعة ممرضين لكل 10.000 نسمة فيما يبلغ المعدل بدول شرق الأوسط 15.45، ويرتفع عدد الممرضين والقابلات حسب المنظمة إلى 29.689 شخصاً. يتحمل الممرض ضغطا خاصا :قد يتأخر الطبيب أثناء معاينة حاالات أكثر استعجالا في قاعة أخرى من نفس القسم أو في قسم أخر في نفس المستشفى فيثور المواطن في وجه الممرض ويكيله كل ألوان السب  وقد يتطور الأمر إلى اع

دعوة على العشاء

صورة
                                     كنا صغارا وكنا لا نأبه لهموم الوالدين ولا لمشاغل العالم من حولنا  ..نعيش لنأكل ونلعب ونمرح.. ساعة خلوة مع النفس ،عاودتني ذكرى الأمس..  من منا لا يخلو إلى نفسه ساعة صفاء يقلب صفحات  الأمس يطلق العنان للمخيلة  يشم عبير الحنين في خضرة الحقول خلف الطيور والفراشات   فرارا من حاضر شحن قلقا ..   من نافذة  'السبعينات' أطل على ذكريات تركتها هناك قرب أرجوحتي وظفائري وقططي.. من جملة ما أذكر : شغفي بالرسوم المتحركة..  لم يكن في بيتنا جهاز تلفزة  كان لي كل ليلة  موعد مع حلقة  لدى جار من الجيران القلة الذين يملكون تلفازا...  جاء دور الفرجة  عند أحد معلي المدرسة و جئت المعلم ،قلت : -          أستاذ والدي سيزوركم الليلة... وأبلغت والدي : -أبي المعلم يدعونا للسهرة بدا والدي موفقا تنحيت جانبا،فركت يدي متحمسة  ولسان حالي يقول : ضمنت الفرجة الليلة ... سرنا في دروب القرية نتفادى الحفر في ليلة مطرة باردة .. طرق والدي الباب ذاك  الذي كان يبدو لي كمغارة علي بابا .. تجاذب والدي أطراف الحديث مع المعلم بينما كان همي الوحيد هو ذلك الجه

شيماء المشاكسة

  شيماء ذات الأربع سنوات  ،هي  ابنتي الوسطى .طفلة مرحة لكنها عنيدة. في يوم كانت الأرض مبللة ،قامت تمشي مشيةَ مُدلَّلةٍ صرخت : قد تسقطين وأنت عن السقوط غافلة ! قالت وهي للكلام مقلة : سأمشي حافية القدمين  فأنا لتحريمك يا أماه مُحِلَّة، ألا تعلمين أنه قد رفع القلم عن الصغار في الملة؟لن أجلس  و مابي من عِلَّة.. عزمت شيماء المسير.. وفي لمح من بصر  زاغ البصر   نزل البلاء وحل القدر ... حادت رجلها عن موطإ القدم  تدحرجت  وصارت تتكوَّر  صدمتها  سارية الممر،  فصار العظم منها يتكسَّر أتيت مسرعة أتذمَّر: يا شيماءُ،هلا أطلقتِ للعناد صراحه  وتركتيه يتحرر  ؟!

السحور

كان نفار الحي ،يجوب الشوارع قبيل الفجر يوقظ الجار قبل أهل الدار .. ينام سويعات قليلات فقط  من نهار كنت حينها صغيرة أعبث بالثرى، أنام حيثما اتفق، عندما يداعب جفوني الكرى وحين أفيق، أرقب آذان المغرب كأي صائم.. آوي إلى المائدة أحملق في الغنائم.. تصب أمي الحريرة ..أهب لاصطياد الحمص في قعر الجبانية نائم. آكل التمر وأتفنن تقشير البيض لا أهتم للوم لائم... آكل  و آكل  أقلد الكبار و لكأني أنا الصائم .. عند الفجر تلتقط أذني صوت أمي توقظ أبي للسحور.. فأبدي عينا واحدة .. أسترق النظرات من تحت الغطاء. ما أن ترمق عيني براد الشاي والخبز الفطير، حتى أفتعل حكة في جسدي الصغير ٬ أزيح الغطاء عني .. أتقلب ..أدور.. وأدور.. تبتسم أمي كعادتها وهي تقول:                            يالهته  الحكة تزعج ابنتي الصبور ! تحل على جسدها الصغير ضيفة،فقط عند السحور! هيا انهضي وشاركينا السحور.

مقالب الصغار

دخل أخي  المنزل بعد يوم شاق  لقيه ولداه بالعناق ارتمى على سريره وغط في النوم.. أتُراه نسي وعده لنا البارحة أم تناساه   وشوشا بعضهما  : ألن نخرُجَ لتناولِ أشهى الأطباق ؟ هبَّ  ذو الثلاث سنوات يجر أباه ٬يلكمه ..تريد ياأبي الإفلات  بفِعْلَتِكَ ٬هيهات ..هيهات! أجابَ أخي في حَنقٍ : -إليك عني سنذهب  الغداة   استشاط الصبي غضبا وأخوه ذو الخمس سنوات , فقررا ردَّ الاعتبار لهما في أناة.. صعد إلى السرير ياسِّر ذو الثلات سنوات ,  فبال على وجه أبيه في لامبالاة انتفض  أخي غاضبا صوبَ الحمام ٬وهَرعَتْ أمي إلى ياسِّر تجره ٬وتنهره أتريد الإفلاتظ؟ هيهات هيهات .. بينما أخوه إسماعيل خلف أمهِ يوثقُ الأحداث عبر فيديو . خرج أخي من الحمام ٬مُرْغِيا٬مزْبِدا.. في الغد ٬وبعد أن سكت عن أخي  الغضب ،عرض الطفلان  الشريط فضحكوا كثيرا .         

جاني عريس

      جاني عريس , قرب و همس: غ نكون فارس أحلام  وبيك نفخر نقطف  ليك أحلام السعادة من دوالي لفجر.. نبني لك قصور من رمال يلا  غاب صخر   ... و لانك  ..تتستحقي الذبحَ  غ نفديك  ب بقرةٍ .. نفرِشَ  لك الأرض  تراب و مسكٌ و نلبسُك تاج هيبتي    ... أما مهركُ، ف انتي وزهرك ونوعدك باش نكون .. ونكون  ونكون  ونوعدك باش ندير وندير وندير   ..   ... قال لي غ نكون ف عينيه رديت البال ليه وكنت كلما حققت فيه  لمحت في عينيه امرأة  ما كتشبهش ليا؟ بعدت عليه وبقيت لهيييه تنتأمله وتنتأمل  أوراق التوت  للي كانت تتغطيه شفتها تطيح من فوقه  ورقة ،ورقة حتى ل آخر ورقة غوت  وقلت ليه : يا الرجل, واش قبل ما تبني بديتي تتهدم؟ .... كما ف الاول قرب و همس:   الذنب ذنب أستاذي،للي علمني في الصغر أن الحبَّ نهر جار ،وغرفتُ غرفةً من عيونه  قبل لا يغبر حس  ب الرسالة وصلات  رفع صوته وقال.. أنا رجل  و ا لمرأة عنوان رجولتي أنت وثلاث غيرك ما يشبعوش فحولتي يلا  سكتي  تسكني جنتي ويلا هضرتي  ... ماكاين غ ضرتي ضرتي.. .. قلت في عزة المؤنث :  يا ذاك الراجل العنوس

فراشاتي

فراشاتي , قصة بنكهة الطفولة ورداء الزمن الجميل  .. عرائس من قصب، من قصب فقط    ,   كانت تلك وسيلة اللعب المتاحة في الستينات لي ولكل البنات. أما عني فقد ثرت على الذات حين خالفت الوسيلة المعتادة.. أحببت اللعب بعرائس تنبض بالحياة…كانت    فراشات بيضاء رشيقة أتبعها في كل الحقول حافية القدمين أصول وأجول أسقط في حفرة مرة   ومرة أقذفها بحبات فول لم تجنَ بعدُ من الحقول لا أهتم للسعة شوكة ..أو ضربة شمس    ،حب الفراشات الناعمة الملمس بدد في تقييمي كل الآلام.. ذات طيش، همست لي    صديقة بعبارة مغرية :"إن هته الفراشات الرقيقة إن ذهن طلاؤها على صدورنا الصغيرة صارت كبيرة في دقيقة..نصبح راشدات ..نتزوج ونحمل ونصبح أمهات،نلد صبيانا وبنات...فنلعب بهم عوض عرائس القصب والفراشات." من أجل هته الغاية الكبيرة،أزهقنا أرواحا كثيرة في صفوف الفراشات. .   فلا صدورنا كبرت ولا أرحامنا دفعت؟  !   فقط ،أرواح فراشاتنا البريئة أزهقت.فوا حسرتاه على فراشاتي!