السحور





كان نفار الحي ،يجوب الشوارع قبيل الفجر يوقظ الجار قبل أهل الدار .. ينام سويعات قليلات فقط  من نهار
كنت حينها صغيرة أعبث بالثرى، أنام حيثما اتفق، عندما يداعب جفوني الكرى وحين أفيق، أرقب آذان المغرب كأي صائم.. آوي إلى المائدة أحملق في الغنائم.. تصب أمي الحريرة ..أهب لاصطياد الحمص في قعر الجبانية نائم. آكل التمر وأتفنن تقشير البيض لا أهتم للوم لائم... آكل  و آكل  أقلد الكبار و لكأني أنا الصائم ..
عند الفجر تلتقط أذني صوت أمي توقظ أبي للسحور.. فأبدي عينا واحدة .. أسترق النظرات من تحت الغطاء. ما أن ترمق عيني براد الشاي والخبز الفطير، حتى أفتعل حكة في جسدي الصغير ٬ أزيح الغطاء عني .. أتقلب ..أدور.. وأدور.. تبتسم أمي كعادتها وهي تقول: 
                          يالهته  الحكة تزعج ابنتي الصبور !
تحل على جسدها الصغير ضيفة،فقط عند السحور! هيا انهضي وشاركينا السحور.











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تجاعيد على قلب صغير

( التجارب المخبرية :محنة للحيوان ,منحة للانسان)

(سجان من غوانتانامو )