المشاركات

دعوة على العشاء

صورة
                                     كنا صغارا وكنا لا نأبه لهموم الوالدين ولا لمشاغل العالم من حولنا  ..نعيش لنأكل ونلعب ونمرح.. ساعة خلوة مع النفس ،عاودتني ذكرى الأمس..  من منا لا يخلو إلى نفسه ساعة صفاء يقلب صفحات  الأمس يطلق العنان للمخيلة  يشم عبير الحنين في خضرة الحقول خلف الطيور والفراشات   فرارا من حاضر شحن قلقا ..   من نافذة  'السبعينات' أطل على ذكريات تركتها هناك قرب أرجوحتي وظفائري وقططي.. من جملة ما أذكر : شغفي بالرسوم المتحركة..  لم يكن في بيتنا جهاز تلفزة  كان لي كل ليلة  موعد مع حلقة  لدى جار من الجيران القلة الذين يملكون تلفازا...  جاء دور الفرجة  عند أحد معلي المدرسة و جئت المعلم ،قلت : -          أستاذ والدي سيزوركم الليلة... وأبلغت والدي : -أبي المعلم يدعونا للسهرة بدا والدي موفقا تنحيت جانبا،فركت يدي متحمسة  ولسان حالي يقول : ضمنت الفرجة الليلة ... سرنا في دروب القرية نتفادى الحفر في ليلة مطرة باردة .. طرق والدي الباب ذاك  الذي كان يبدو لي كمغارة علي بابا .. تجاذب والدي أطراف الحديث مع المعلم بينما كان همي الوحيد هو ذلك الجه

شيماء المشاكسة

  شيماء ذات الأربع سنوات  ،هي  ابنتي الوسطى .طفلة مرحة لكنها عنيدة. في يوم كانت الأرض مبللة ،قامت تمشي مشيةَ مُدلَّلةٍ صرخت : قد تسقطين وأنت عن السقوط غافلة ! قالت وهي للكلام مقلة : سأمشي حافية القدمين  فأنا لتحريمك يا أماه مُحِلَّة، ألا تعلمين أنه قد رفع القلم عن الصغار في الملة؟لن أجلس  و مابي من عِلَّة.. عزمت شيماء المسير.. وفي لمح من بصر  زاغ البصر   نزل البلاء وحل القدر ... حادت رجلها عن موطإ القدم  تدحرجت  وصارت تتكوَّر  صدمتها  سارية الممر،  فصار العظم منها يتكسَّر أتيت مسرعة أتذمَّر: يا شيماءُ،هلا أطلقتِ للعناد صراحه  وتركتيه يتحرر  ؟!

السحور

كان نفار الحي ،يجوب الشوارع قبيل الفجر يوقظ الجار قبل أهل الدار .. ينام سويعات قليلات فقط  من نهار كنت حينها صغيرة أعبث بالثرى، أنام حيثما اتفق، عندما يداعب جفوني الكرى وحين أفيق، أرقب آذان المغرب كأي صائم.. آوي إلى المائدة أحملق في الغنائم.. تصب أمي الحريرة ..أهب لاصطياد الحمص في قعر الجبانية نائم. آكل التمر وأتفنن تقشير البيض لا أهتم للوم لائم... آكل  و آكل  أقلد الكبار و لكأني أنا الصائم .. عند الفجر تلتقط أذني صوت أمي توقظ أبي للسحور.. فأبدي عينا واحدة .. أسترق النظرات من تحت الغطاء. ما أن ترمق عيني براد الشاي والخبز الفطير، حتى أفتعل حكة في جسدي الصغير ٬ أزيح الغطاء عني .. أتقلب ..أدور.. وأدور.. تبتسم أمي كعادتها وهي تقول:                            يالهته  الحكة تزعج ابنتي الصبور ! تحل على جسدها الصغير ضيفة،فقط عند السحور! هيا انهضي وشاركينا السحور.

الحق أنطقه

الأطفال  نعمة من خالق حكيم وسعادة الأسرة لن تكتمل مالم ترزق بأطفال لكل من رزق طفلا واكتملت سعادتك به:  صاحبه بقلب مفعم بالحب   تأمل سلوكاته  قبل وجناتها   احمله بين ذراعيك لتشبع إحساس الأبوة لديك لكن حين يصبح طفلك في سن التمييز   كن له الأب والمعل   والصديق   لاعبه وصاحبه حتى لايفعل ذلك شخص غير أهل للعب دورك كن يقظا:   ستراقبك تلك العيون الصغيرة في كل حركاتك وسكناتك   فاحرص على أن تكون القدوة ... وأنا إذ أتحدث عن أهمية التربية بالقدوة   استحضرت قصة من صلب الواقع كنت فيها شاهدة عيان   بطلها طفل  تجسدت فيه كل صور البراءة والعفوية والتلقائية.   الطفل ذو الست سنوات سقط أرضا فأصيب بجرح في فمه .     دخل الأب البيت مُجْهَدا بعد يوم عمل طويل..لقيته الزوجة باكية وأخبرته أن ابنهما سقط أثناء اللعب على مرأى من الطفل ومسمعه...     خرج الأب يجر ياسين صوب المشفى. فحص ُ الطبيب أثبت أن أسنانه العلوية قد كسرت...   أثناء مغادرة المشفى، أمسك الطفل بطرف ملابس أبيه وطفق يجرها وهو   يقول :        -  أبي إن أمي قد كذبت عليك فأنا لم أسقط ، أراد أحد المارين ضرب رجل فأصابني