وضعت أمي خمس بنات كنت أوسطهن, أصبحت حاملا من جديد بعد فترة .. كنت أنا،أخواتي، والدي ،الجيران ،قطتنا وبقرة أبي وعنزة عمتي..فرحين بالحمل الجديد لعل المولود يكون ذكرا ! وأخيرا جاء المخاض..أرسلتني أمي لأحضر"القابلة" سيدة عجوز يناديها الكلَّ » حَنَّا » انطلقتُ حافية القدمين، عبر طريق السيارات لمسافة تفوق ثلاث كيلومترات أجري وأنا أردد : - مي غتّولدْ ،مي غتّولدْ.. كنت أجري في طريق خال إلا مني ومن فراشات الحقول التي تتبعني ... وأخيرا وصلت وأحضرت معي أمي خْدِيجَه.جئت أجرها جرا وأحفزها على الإسراع بقولي : - إذا ولدت أمي ذكرا سيدفع لك أبي ثمن "طقم أسنان " كانت المسكينة تكلف أرجلها الدقيقة المنهكة ما لا تطيق .. ويستمر التحفيز والجر بين رُبوة ومنحدر إلى أن وصلت البيت.كانت منهكة خائرة القوى عندما هرع إليها أبي يقبل رأسها ويقول وهو يمزح كعادته : وْلِديها ,ِوْيلاَ كان المُولُودْ ذْكَرْ لك هدية ملفتة للنظر .. ما هي إلا لحظات حتى استهل المولود صارخا..هرولت أنا وأبي إلى باب الغرفة نسأل عن جنس المولود قالت أمي