على تخوم الطفولة
على تخوم الطفولة كلما ساقني الحنين خلف الخطى إلى مسقط رأسي،تنفرج أسارير المحيا،تنحسر زفرات الضيق ،ويبتهج القلب، وتتبدد سحابة الكدر والانقباض..فهذه ألوان أقحوان المروج تمد لي يد الترحاب، وسواقي الجوار تزف إلى مسامعي خرير الماء يعزف ألحان الخلود ،وشقشقة العصافير تدوي ،إيذانا بالسرور..رباه كم أشتاق إلى أبي ،ها صوته يجلجل ،وها هي الذكرى تزف إلي صوته وهو يصارع العجل السمين المزركش بياضا وسواد ا: - ناوليني السكين ، فقد يرفسك الثور يا مليكة ... سكان القرية يلقبون والدي ) البهجة( نسبة لأصله المراكشي ، ولكونه كان مبتهجا على الدوام.. كم تمنى لو كنت ذكرا،أُميل الطاقية المراكشية على الجانب عندما أكبر،ألبس جلبابا تقليديا، وأخرج يدي من فتحة الجيب ،كما ورث هو عن أجداده ، أحمل شكارة جلدية من الصنع التقليدي الرفيع لجلود بلادي، وتستقر لحظة اهتزازها على الخصر ،فينادونني البهجة الصغير..كانت أغاني حميد الزاهر تصدح في البيت وفي المجزرة ..كان يحبه كثيرا .لقد كان زوجا لإحدى عماته.. آه، كم يشع بريق عينيه لهفة ،كلما رآى عبد الله، وإدريس ،ونور الدين، أبناء صديقه عمي أحمد .. ! أشفق عل