بوح الصمت

بوح الصمت

زفت فلسطين الفتاة البدوية إلى عريسها في قطاع غزة ..سارت في موكب الاحتفال حفنة من الجيران..ترجلت من الحافلة .. وأمسكت بطرف ثوبها استعدادا للمسير...بينما زخات زغردات تدوي إعلانا عن الفرح وحفاوة الاستقبال..

تفحصت فلسطين الوجوه لعلها ترمق وجها يشبه ملامح أمها أو والدها أو إخوتها

أو أحدا ممن استشهدوا في غارة غاشمة على البلدة في السنة الماضية بينما تمنت لو أن تلك الوجوه قربها تشاركها سعادتها ..

أمسك العريس يدها ,دخلت غرفتها وسكتت عن الكلام المباح قيد زفرات وآلام..

وذات إفصاح نثرت عبارات مبحوحة جريحة كسيحة ,بينما كان العريس يتأهب لشطحاته ,ينثر الورود ويشعل الشموع إحتفاء بليلة العمر..

في لحظة أنس عادت فلسطين تتهجى لغة البوح من جديد ..فحتى يوم عرسها لم تنس الحقول الملتهبة والشوارع المقفرة إلا من نبض متسارع عند منعطف كل شارع, هناك حيث البوح ينازع .بكت أراضي البلدة المصادرة .. و أطرافها الملتهبة وحرماتها المنتهكة..على إثر الإغتصاب القسري المتكرر أمام أعين لا تنام إلا في خدر التجاهل واللامبالاة..

صدحت فلسطين بعد خرس لتدين التجاهل والقهر..

وأخذت على عاتقها وعدا بأن تقلد الطبيعة إكراما لفلسطين ... ستصبح بطنا تدفع لأرض تبلع ...لعل خالدا أو صلاحا يبزغ من جديد...







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تجاعيد على قلب صغير

( التجارب المخبرية :محنة للحيوان ,منحة للانسان)

(سجان من غوانتانامو )