المشاركات

صديقة المراهقة

صديقة المراهقة  أمل فتاة متواضعة الجمال ..قصيرة الشعر شقراء.. عيناها سوداوان متوسطة الطول  صوتها رخيم ... أوتيت من الخصال الحميدة والتواضع ما يجعلها محبوبة لدى الجميع خجلها وانطواؤها أثار انتباه سعاد الفتاة اللعوب زميلة القسم،تلك الأكثر أناقة وحيوية وجرأة..قامتها الطويلة وشعرها الأسود الغجري وبشرتها السمراء تضفي عليها سحرا من نوع خاص... للوهلة الأولى رأت سعاد في أمل مادة خام يسهل تشكيلها وفق المراد،توددت إليها اقتربت أكثر ، صاحبتها حتى أضحت أعز الصديقات.. غير أنها وبعد ردهة من الزمن ضربت كفا بكف  !  لقد أخطأت التقدير فأمل ليست بالسذاجة التي تبدو عليها .. ) ما أسهل ما تخدع المظاهر ( قالت سعاد..تلك التي تنضج خططها على نار هادئة ..حصون غريمها تسقط حصنا ،حصنا في هدوء تام... وكدلك كان بالنسبة لأمل                                                       لسعاد التي  خططت وأحكمت الخطة .. قناعة ،  فدموع العين لا تنساب جملة واحدة، وإنما تسقط تباعا ..كذلك حصون أمل ،لن تسقط إلا حصنا ،حصنا. كل من نبش عن سبب إصرار سعاد على التغرير بالمغفلات ،علم أنها  كذلك كانت يوما ، فتاة مغفلة ووديعة،

مبلوك الولد

وضعت أمي خمس بنات كنت أوسطهن, أصبحت حاملا من جديد بعد فترة ..  كنت أنا،أخواتي، والدي ،الجيران ،قطتنا وبقرة أبي وعنزة عمتي..فرحين بالحمل الجديد لعل المولود يكون ذكرا !      وأخيرا جاء المخاض..أرسلتني أمي لأحضر"القابلة" سيدة عجوز يناديها الكلَّ  »  حَنَّا  » انطلقتُ حافية القدمين، عبر طريق السيارات لمسافة تفوق ثلاث كيلومترات أجري وأنا أردد :   - مي غتّولدْ ،مي غتّولدْ.. كنت أجري في طريق خال إلا مني ومن    فراشات الحقول التي تتبعني ...  وأخيرا وصلت وأحضرت معي أمي خْدِيجَه.جئت أجرها جرا وأحفزها على الإسراع      بقولي :  - إذا ولدت أمي ذكرا سيدفع لك أبي ثمن "طقم أسنان "  كانت المسكينة تكلف أرجلها الدقيقة المنهكة ما لا تطيق .. ويستمر التحفيز والجر     بين رُبوة ومنحدر إلى أن وصلت البيت.كانت منهكة خائرة القوى عندما هرع إليها   أبي يقبل رأسها ويقول وهو يمزح كعادته : وْلِديها ,ِوْيلاَ كان المُولُودْ ذْكَرْ   لك هدية ملفتة للنظر ..  ما هي إلا لحظات حتى استهل المولود صارخا..هرولت أنا وأبي إلى باب الغرفة نسأل عن جنس المولود قالت أمي

شيماء والرعد

                       ابنتي شيماء ، طفلة مرحة ،  البسمة  تعلو  دوما محياها يميزها حس النكتة والدعابة .  في يوم ممطر وبينما هي عائدة من المدرسة ، أبرقت  السماء  وأرعدت .. يومها ذاك كان مشهودا .. دخلت وقد علا وجهها شحوب وأصيبت بتعتعة... تأملت شكواها  بدا  أنها أصيبت برهاب الظواهر  الطبيعية في سن مبكرة. أوت إلى غرفتها ترتعد وتصم أذنيها بيديها الصغيرتين. تصرخ تبكي وتسألني أن أحضنها مخافة أن يتوقف قلبها نامت الصغيرة بعد جهد جهيد.في الصباح فتحت عيونها الجميلة ... أطلقت لها العنان تجول في أرجاء الغرفة … كانت تتحسس صوت الرعد.. . جلست قربها أداعب شعرها وأحثها على النهو ض هي ترفض الذهاب إلى المدرسة وحدها فصاحبتها . غادرت المدرسة مهرولة لا تلقي بالا   لموطئ قدم فتسقط أرضا بين الحين والآخر... أصبحت تعيش حبيسة حواسها تتحسس موضع قلبها تحسب دقاته المتسارعة تحدق بأطرافها التي اعترتها رعشة,تمسك بثيابي مخافة أن أتركها... انتهى فصل الشتاء ,كسيت الارض حلة  بهيجة .. .وعادت شيماء لتصبح محور الأسرة من جديد ..انتهت السنة الدراسية   قررنا  إدخال البهجة على قلبها وطي صفحة

على مشارف البلوغ

على مشارف البلوغ انسابت ومضات من كل الخلايا، حفرت أخاديد عميقة في كياني،فجَّرتْ منابع نشوة    فريدة ،حلوة المذاق لذيذة ،زهت بها النفس فحلّقتُ خارج دنيا الحس..  استعجلتُ نسمات البلوغ والحرية لأتذوق طعم الأنوثة وأنهل من نبع البالغات...   امتطيت قطار الحياة..وهاهي امرأة تجر جسدا ممشوقا فارع الطول، تلوك علكة في   تُؤَدة، تزفها إلينا الأنوثة في مواكب عطور باريسية أخاذة،  ترتدي فستانا ورديا    ،طُرِّز عند النحر، والخصر، بخيوط حريرية نفيسة، مكشوف حذو الظهر، يعلو   الركبتين مقرفصا،يتأمل الساقين ترشقهما  سهام الأبصار في انتشاء ..أسرفت في   تبرجها إلى حد ملفت للنظر ... أطرقت السمع، فإذا همهمات، وقهقهات، تدوي في  المكان، تمشي الهوينى  ،لاهية عن الهمز واللمز  ، تحط خطوات مثقلة بالأنوثة   كأنها تتفادى منابت الشوك ، تجر كرسيا وتجلس قربي،تأملت محياها ، تركت لدي   ابتسامتها العريضة وحيويتها انطباعا جميلا. بدت لي الحياة جدولا سهل   الاجتياز  ، كأسا عذب الرشفة ، وها أنا أعانق شواطئ الحياة في ظلمة   أعماقي ،وأخو ض غمار أحلام غير مكتملة المعالم  ، أحاول تسطير خطط مستقبلية   على مرأ